عمان 21 أيار (بترا)- قال إعلاميون أردنيون وعرب إن الإعلام المُميز هو القادر على إدارة الأزمات، فالإعلام في الأزمات يلعب دورا كبيرا، ففي حال كان يمتلك المعلومة الصحيحة، واستغلها ضمن السرعة المطلوبة، فإن النتائج ستكون إيجابية.
وأكدوا، خلال جلسة بعنوان "الإعلام وصناعة القرار في العالم"، عُقدت على هامش انطلاق فعاليات النسخة الأولى من مُنتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي، ضرورة نقل المعلومة أو الكلمة بشكل حيادي ومتنوع، موضحين أن الإعلام أحد أهم الأدوات الرئيسة التي تُساعد صانع القرار على اتخاذ قراره بشكل مُناسب.
وأضافوا "كُلما كان الإعلام الرسمي قويا، بشكل موضوعي وشفاف، كُلما استفادة الحُكومات والوطن والمواطن "إيجابا"، وبالتالي "تفويت" الفُرصة على كُل من تسول له نفسه استغلال ذلك بشكل خاطئ.
وتطرقوا إلى أن الإعلام الرقمي "ملعب من لا ملعب له"، كونه يُسبب إرباكا لصانع أو مُتخذ القرار، وبالتالي فإن كُل ما بُني على خطأ ستكون نتائجه خطأ بالتأكيد، مُشيرين إلى "فوضى" وسائل التواصل الاجتماعي، فالأخبار التي تنشر فيها "هي بالنسبة للمُتلقي موثوقة".
وكان وزير الاتصال الحُكومي، الناطق الرسمي باسم الحُكومة، مهند المبيضين، افتتح مندوبا عن رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، اليوم الثلاثاء، فعاليات النسخة الأولى من مُنتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي.
إلى ذلك، قال وزير الدولة لشؤون الإعلام السابق، العين محمد المومني، "كُلما كان الإعلام الرسمي قويًا، بشكل موضوعي وشفاف، كُلما استفادة الحُكومات والوطن والمواطن "إيجابًا"، وبالتالي "تفويت" الفُرصة على كُل من تسول له نفسه استغلال ذلك بشكل غير قانوني أو خاطئ.
وعرج المومني إلى ظاهرة "المواطن الصحفي"، وأن لها شقان أحدهما إيجابي والآخر سلبي، أما الإيجابي فيتمثل بأنه يُزود الإعلام بكم هائل من المعلومات والفيديوهات والصور، كما حدث في العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ما يعني أنه يعمل على تغذية الإعلام وتقويته.
وأوضح أن الشق السلبي يتمثل بأن مثل هذا الإعلام غير مهني، وغير مُحترف، لا يعتمد معايير الإعلام الموضوعي، مضيفا "هُنا يأتي دور الإعلام المُستقل من الاستفادة من هذه المعلومات أو الفيديوهات أو الصور".
وبين المومني أن الخبر الجيد والدقيق يفرض نفسه على الجميع، سواء كان صانع قرار أم حُكومة أم مواطن.
وتابع، أن الرؤية أو المعيار لدى الدولة الأردنية، تتمثل بالحُرية والمسؤولية، مؤكدا أن الدولة حافظت على مساحة من الحُرية، باعتبارها جزءا من مُعادلة الأمن الوطني.
وجدد التأكيد أن هذه الحُرية يجب أن تُستخدم ضمن المسؤولية الوطنية، وعدم بث أخبار كاذبة، أو تُبث الكراهية، أو تُغذي الفتن، فالحفاظ على المساحة من الحُرية لـ"تفويت" الفُرصة على من يُريد استخدامها بطريقة سلبية.
وبشأن "أزمة" مصداقية الرواية الرسمية، قال المومني إن المسؤول الذي يمتلك المعلومة يستطيع الدفاع عن قراره بكُل قوة وثقة، مؤكدا أن المسؤول لا يُضيره استقلالية الإعلام الرسمي.
وأكد ضرورة المواءمة والموازنة بين "الدقة" و"السرعة"، فالإعلام الرسمي ينحاز إلى الدقة، مع أهمية الحاجة إلى السرعة في الوقت نفسه، لكن ليس على حساب "الدقة".
وبخصوص الذكاء الاصطناعي، قال المومني إن الذكاء الاصطناعي سيفرض نفسه على كُل المجالات، مُضيفًا أنه يجب الاستفادة من الإيجابيات، والابتعاد كُليا عن السلبيات، بمعنى الاستفادة منه بقدر المُستطاع لكن بحذر.
بدورها، أكدت وزيرة الإعلام اللبنانية السابقة، منال عبد الصمد، ضرورة نقل المعلومة أو الكلمة بشكل حيادي، ومتنوع، بعيدا عن أي افتراء أو اجتزاء للكلمة، مُبنية أن الإعلام المُميز هو القادر على إدارة الأزمات.
وأوضحت "أننا في لبنان جرى التركيز على أهمية نقل المعلومة الأصح، فضلا عن ضرورة توعية الجمهور وكذلك الصحفيين، من التحقق من الخبر الذي يصل إليه"، لافتة إلى أنه تم إطلاق هاشتاغ بعنوان "عد للعشرة قبل نشره".
وأكدت عبد الصمد أهمية وضع استراتيجية لتنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي، فالتضامن العربي لحماية مصالحنا ضرورة.
وبينت أن الأصل أنه لا رقابة على الإعلام، كونه هو نفسه رقابة، والمهنية والموضوعية وميثاق الشرف الصحفي، بديهيات في العمل الصحفي أو الإعلامي، مُشددة على أن كُل وسيلة إعلامية هي مسؤولة عن أي خبر يصدر عنها، مع التأكيد على ضرورة الابتعاد عن خطاب الكراهية والتحريض والانحياز.
كما أضافت عبد الصمد أن الإعلام في الأزمات يلعب دورا كبيرا، ففي حال كان يمتلك المعلومة الصححية الدقيقة، واستغلها ضمن السرعة المطلوبة، فإن النتائج ستكون إيجابية، والعكس صحيح تماما.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للاتصال والعلاقات الحُكومية في شبكة أبو ظبي للإعلام، عبد الرحيم النعيمي، إن الإعلام أحد أهم الأدوات الرئيسة التي تُساعد صانع القرار على اتخاذ قراره بشكل إيجابي ومُناسب.
وأضاف أن الإعلام الرقمي "ملعب من لا ملعب له"، كونه يُسبب إرباكا لصانع أو مُتخذ القرار، وبالتالي فإن كُل ما بُني على خطأ ستكون نتائجه خطأ بالتأكيد.
وأشار النعيمي إلى ما أسماه "فوضى" وسائل التواصل الاجتماعي، قائلًا: "إن الخبر الذي يُنشر في هذه الوسائل هو بالنسبة للمُتلقي موثوق.. وهُنا تقع الإشكالية".
وشدد على ضرورة أن تتقيد وسائل الإعلام بـ"المصداقية"، فالتعدي على الآخر، وبث خطاب الكراهية والفتنة هو خط أحمر.
وأكد النعيمي أهمية أن يكون الإعلام الرسمي شفافا ونزيها ودقيقا، فهذه محاور تساعد صانع القرار على اتخاذ القرار المُناسب بشأن أزمة مُعينة.
وتساءل النعيمي "هل نحن أمام أزمة إعلام أم إعلام أزمات؟"، موضحا أن الإعلام يتوجب عليه أن يمتلك أدوات قوية لمواكبة أو التعامل مع الأزمات، وإلا فإن الفشل في ذلك سيترتب عليه نتائج سلبية.
من جهته، قال النعيمي إن دولة الإمارات مُهتمة بالذكاء الاصطناعي، لكنه تساءل "هل يوجد سياسيات تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي؟".
وكان الزميل هاني البدري، الذي أدار الجلسة، تساءل أي رأي عام نُريده اليوم؟، خصوصًا في ظل دخول ظاهرة المواطن الصحفي، بكُل ما تحتويه من سلبيات، مُشيرا إلى "مُعاناة الإعلام العربي".
وقال إن المُتلقي أصبح ضحية لهذا المشهد، المُتعلق بـ"المواطن الصحفي"، مضيفًا "نحن مأزمون بفوضى السوشيال ميديا".
يُشار إلى أن مُنتدى الأردن للإعلام والاتصال الرقمي يستمر ليومين، ويتضمن 8 جلسات، يُشارك فيها أكثر من 30 مُتحدثًا محليًا وعربيًا وعالميًا، إضافة إلى حضور قيادات إعلامية من دول عربية وأجنبية.
ويناقش المُنتدى، الذي يُقام احتفاء باليوبيل لفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، وجلوس جلالته على العرش، وبالعيد الثامن والسبعين لاستقلال المملكة، القضايا والتحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي، وتقديم حلول مُبتكرة لتعزيز أخلاقيات المهنة وحُرية الإعلام ومواكبة التطورات في مجال الإعلام والاتصال الرقمي.
--(بترا)