امكانية الوصول

اتفاقية بين معهد الإعلام الأردني" و"اليونيسف" لدعم الجهود الوطنية في الحماية الاجتماعية

18/08/2025

وقع معهد الإعلام الأردني ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، اليوم الاثنين، اتفاقية لإطلاق مشروع تعزيز القدرات الوطنية وآليات الاتصال والتواصل في قطاع الحماية الاجتماعية، ودعم الجهود الوطنية فيه، بحضور سمو الأميرة ريم علي، مؤسِّسة معهد الإعلام الأردني، وسمو الأميرة جليله بنت علي.

وتهدف الاتفاقية، التي تمتد لأربعة أشهر، إلى مواءمة الخطاب الإعلامي الوطني مع معايير الحماية الاجتماعية، من خلال بناء قدرات الناطقين الإعلاميين والكوادر الإعلامية الحكومية، إلى جانب الصحفيين والإعلاميين من القطاع الخاص والمجتمع المدني، وطلبة الصحافة والإعلام في الجامعات الأردنية.

وحضر توقيع الاتفاقية وزيرة التنمية الاجتماعية رئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة وفاء بني مصطفى، ومندوب وزير الاتصال الحكومي أمين عام الوزارة الدكتور زيد النوايسة، وممثلة اليونيسف في الأردن بالنيابة ماسوندا كاسوندي.

وقالت الوزيرة بني مصطفى، إن هذه الاتفاقية تُعد جزءا أصيلا ومهما في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية للأعوام 2025-2033، إذ جاءت توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في كتاب التكليف السامي لحكومة الدكتور جعفر حسان بتحديث الاستراتيجية، لافتة إلى التزام الحكومة بهذا التوجه وإطلاق الاستراتيجية في شهر أيار الماضي من هذا العام.

وأضافت، "بدأنا بتنفيذ الخطة الإعلامية الخاصة بالاستراتيجية، والتعريف ببرامج الحماية الاجتماعية، ونتطلع إلى تناول موضوعي لقضايا الحماية الاجتماعية من قبل صحفيين متخصصين في هذا الإطار".

وأكدت بني مصطفى أن الإعلام هو شريك أساسي في تقديم تغطية شاملة لملفات الحماية الاجتماعية، وتعزيز الوعي العام بأهمية هذه البرامج وفوائدها لدى الجمهور، والاستماع إلى ملاحظات أفراد المجتمع واقتراحاتهم، وتضمينها في عملية تطوير وتحسين برامج الحماية الاجتماعية، وتنظيم حملات توعية مجتمعية حول مفاهيم الحماية وأهميتها، وتشجيع المشاركة المجتمعية في هذه البرامج.

وأشارت إلى أهمية اتفاقية "تعزيز القدرات الوطنية ومعايير الاتصال حول الحماية الاجتماعية في الأردن"، والتي من شأنها تعزيز القدرات الوطنية ومعايير الاتصال في مجال الحماية الاجتماعية، مشيرة إلى أهمية الاتفاقية لتدريب متخصصين على إظهار القضايا المتعلقة بالحماية الاجتماعية بصورتها التي تحفظ الكرامة الإنسانية عبر نهج تشاركي.

بدوره، أكد النوايسة أن توقيع الاتفاقية يشكل محطة جديدة يؤكد الأردن من خلالها التزامه ببناء دولة راسخة، قوامها العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.

وبين أنَّ الحماية الاجتماعية رؤية متكاملة لبناء مجتمع متماسك، قائم على الإنصاف والكرامة، وتحمل قيمة مضاعفة من خلال تعزيزها منظومة الحماية الاجتماعية، وتطوير معايير الاتصال، للانتقال من مجرد إيصال المعلومة إلى إشراك المجتمع وإشعاره بملكيته للقرارات والسياسات، إذ يتجاوز الاتصال الناجح ما يقال للناس إلى ما يفهمونه ويترجمونه إلى ثقة وتفاعل.

وقال النوايسة، إن وزارة الاتصال تدرك أن أي منظومة حماية اجتماعية ناجحة تحتاج إلى تواصل فعال مع المواطنين، واتصال يقوم على الشفافية، وإيصال المعلومة الدقيقة، وإشراك المجتمع في فهم السياسات والإجراءات، لأن الاتصال الإعلامي الناجح هو الضمانة لترسيخ الثقة كركيزة أولى للاستقرار.

من ناحيتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمعهد الإعلام الأردني هانية برقاوي، إنَّ الحكومة الأردنية أظهرت التزامًا واضحًا ومستمرًا بدمج الحماية الاجتماعية في صميم أجندتها الوطنية للتنمية.

وبينت أنَّ هذا الاهتمام تجسّد بوضوح في رؤية التحديث الاقتصادي ومسارات الإصلاح كافة، ويعكس وعيًا عميقًا بأن الحماية الاجتماعية ليست مجرد شبكة أمان، بل هي ركيزة أساسية لتحقيق العدالة، وتعزيز الصمود، وضمان الاستقرار الاقتصادي على المدى البعيد.

وأكدت برقاوي أن هذه الشراكة تأتي كمحرك للطاقات الوطنية نحو بناء قدرات إعلامية متخصصة ومسؤولة في تناول قضايا الحماية الاجتماعية، موضحة أنهم لا يسعون لتزويد الإعلاميين بالأدوات والمعرفة فقط، بل أيضا تمكينهم من رؤية الحماية الاجتماعية كقوة تغيير حقيقية، تدفع نحو تنمية شاملة ومستقبل أكثر إنصافًا للجميع.

من جانبها، قالت كاسوندي: "تعكس هذه الشراكة التزامنا المشترك بدعم استراتيجية الحماية الاجتماعية في الأردن، وضمان وصول كل فرد إلى المعلومات والخدمات التي يحتاجها".

وأكدت كاسوندي أن التعاون بين "اليونيسيف" ومعهد الإعلام الأردني، ووزارة التنمية الاجتماعية، ووزارة الاتصال الحكومي، سيساهم في تعزيز بيئة الاتصال، ليتمكن الأفراد من فهم خدمات الحماية الاجتماعية المتاحة والاستفادة منها.

يشار إلى أن المشروع يشمل إعداد دليل إرشادي للتغطية الإعلامية المراعية لقضايا الحماية الاجتماعية، إلى جانب تنظيم سلسلة تدريبات تستهدف 75 إعلاميا وصحفيا وناطقا رسميا، لتعزيز الوعي وبناء القدرات المهنية وآليات الاتصال والتواصل في قطاع الحماية الاجتماعية.

وتأتي هذه المبادرة ضمن رؤية معهد الإعلام الأردني الهادفة إلى تطوير قطاع الإعلام محلياً وإقليمياً عبر بناء شراكات فعّالة مع مؤسسات وطنية ودولية، وتبادل المعرفة والخبرات، كما تُعد امتداداً لجهود المعهد وشركائه لتعزيز القدرات الوطنية في الإعلام، وترسيخ مفاهيم المساواة والتنوع والعدالة في التغطية الإعلامية.

وتمثل الاتفاقية خطوة جديدة في البناء على النجاح الذي تحقق من خلال أول حملة وطنية توعوية في مجال الحماية الاجتماعية، والتي قادتها وزارة التنمية الاجتماعية بدعم من اليونيسف والاتحاد الأوروبي، ووصلت إلى ملايين الأردنيين برسائل واضحة حول مفهوم الحماية الاجتماعية، والخدمات المتاحة، وطرق الاستفادة منها.

كيف تقيم محتوى الصفحة؟